الرياض ضيف شرف في بيونس أيرس- نافذة ثقافية سعودية إلى أمريكا اللاتينية
المؤلف: خالد السليمان09.12.2025

في خطوة جريئة ومفعمة بالطموح، قامت هيئة الأدب والنشر والترجمة بمبادرة رائدة، قادت من خلالها المشاركة السعودية في المعرض الدولي للكتاب ببيونس آيرس عام 2025، مبهرة الحضور بتدشين جناح العاصمة الرياض كضيف شرف مميز في هذا المحفل الثقافي الذي أقيم في قلب الأرجنتين النابض بالحياة.
ومما لا شك فيه، أن هذه المشاركة النوعية تمثل دفعة قوية للحضور الثقافي السعودي اللامع في أرجاء القارة اللاتينية، وتعكس بجلاء ذلك الحراك الثقافي والأدبي المتنامي الذي تشهده المملكة في ظل رؤيتها الطموحة التي تهدف إلى الارتقاء بفنون الأدب والثقافة، ونشرها في مختلف أصقاع العالم، لإبراز الوجه الحضاري المشرق للمملكة.
هذه المشاركة الفعالة لا تساهم فقط في تعزيز الروابط الوثيقة بين الثقافة السعودية ونظيرتها في أمريكا اللاتينية، بل تفتح أيضاً نافذة واسعة لاستكشاف أبرز التحولات والتطورات الهامة التي قادتها رؤية السعودية 2030، وذلك من خلال محتويات الأدب والثقافة والفنون المتنوعة. فمشاركة جناح العاصمة السعودية في عاصمة أكبر دول أمريكا اللاتينية، يمثل نموذجاً حضارياً فريداً يعكس هذه التحولات الإيجابية، ويقدم محتوى ثرياً وأعمالاً سعودية رفيعة المستوى مترجمة إلى اللغة الإسبانية، مما يسهم بشكل كبير في التعريف بالأدب السعودي العريق، ومد جسور التفاهم الثقافي مع مختلف الثقافات الأخرى، وبالتالي تعزيز مكانة المملكة المرموقة وإرثها الثقافي الغني على الصعيد العالمي.
ويجدر بالذكر الإشادة بالدور المحوري الذي قامت به هيئة الأدب والنشر والترجمة، والتي نجحت ببراعة في تحقيق نقلة نوعية في معارض الكتب الدولية داخل المملكة، واستقطاب المشاركات الدولية المتميزة إليها. وهي اليوم تعمل بدأب على عرض الصورة الثقافية والأدبية السعودية الزاهية خارج المملكة. فكون العاصمة السعودية ضيف شرف في هذا الحدث الثقافي العالمي الهام، من خلال الندوات الأدبية القيمة، والجلسات الحوارية المثمرة، والأمسيات الشعرية الساحرة، والعروض الأدائية المدهشة، يعكس بوضوح الجهد الدؤوب والسعي الحثيث الذي تبذله الهيئة لتحقيق أهداف تعريف العالم بالثقافة السعودية الأصيلة، واحتلال المكانة اللائقة التي تستحقها استناداً إلى إرث عريق وإنتاج ثمين يعكس تاريخ الأرض وحضارة الإنسان في هذه البقعة الهامة من العالم، التي كانت على مر التاريخ نقطة التقاء بين الحضارات وحركة التجارة والعلاقات الإنسانية.
وباختصار، كان جناح مدينة الرياض ضيف شرف استثنائياً، قدم ببراعة ملامح التنوع الإبداعي والهوية الثقافية الأصيلة للعاصمة السعودية.